الثلاثاء، ٢٥ سبتمبر ٢٠٠٧

يدى بشــــــكل مختلف

بسم الله الرحمن الرحيم
فى صلاة الوتر عندما بدء الإمام بدعاء القنوت رفعت يدي وأنا أأمن
وفى لحظة نظرت إلى يدي وتأملتها فأعجبتنى كثيراً وكأنى أول مرة أراها .. فهى ذات بشرة نضرة مشرقة متينة تدب فيها الحياة
ثم
فجـــــــــأة
تخيلتها ســـــــوداء متفحمه
يـــــا الله
هل من الممكن أن يصبح هذين الكفين أسودين ويحترقان ويفقدا جمالهما
وإذا حدث ذلك فما هى حجم الآلام التى يستعرضان لها ؟؟
وماذا عن بقية الجسد ؟؟؟
صرخت من داخلى
إنه جسدى لا أريده يحترق .... لا لا ... لا أريده يتألم
انتبانى خوف وفزع شديد .. وارتجفت يداي وارتجف معها قلبى بل كل خليه فى جسدى
حاولت أن أهدء وأن أنسى قليلاً فكرة أنهما محترقان
ثم عاودت النظر إليهما مجددا
وفجــــــــأة
تخيلتهما عظام بالية .... مجرد عظام
أين ذهب لحم يدى أين ذهبت البشرة النضرة ؟؟؟ لقد أكلها الدود
ليس اللحم فقط الذى سيختفى بل العظم أيضا سيتحلل ويتحول إلى تراب
شعرت بألم شديد من داخلى وامتعاض كبير
يااااااااه
كم أنا ضئيلة بلا قيمة ... كم أنا ضعيفة ذليلة ... لم يتبقى منى سوى تراب
كاد أن ينفطر قلبى من البكاء ... وللحظة تخيلت شكل الحياة من بعدى هل سيندثر أثرى منها كليتاً
فتذكرت قول الشاعر
ما من كاتب إلا ويفنى ويبقى الدهر ما كتبت يداه
فلا تكتب بيدك غير شيء يسرك في القيامة أن تراه
فرحت وشعرت بشئ من الاطمئنان و السعادة ولا أعرف لماذا !! ؟؟
ربما لمجرد فكرة بقاء شئ منى .. ولكن يا ترى هل سيبقى خير ينفعنى أم شر يجلب لى الحسرة والندامة
حاولت أن أهدئ من روعى ... وأقول لنفسى الموت كالنوم ولن أشعر بفناء جسدى ولا ببلاء عظمى
فحاولت أن أبعد هذا الشعور عنى ولو
قليلاً
ثم عاودت النظر إليهما .. فابتسمت واشفقت عليهما مما سيعتريهما بعد الموت الذى لا فرار منه
{قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ}
وقلت لماذا الموت الآن وقد يطول بى العمر ؟؟؟
نعم قد يطـــ
ولكن إذا طال بى العمر هل ستحتفظ هذه البشرة بنضارتها ؟؟؟
كـــــلاااااااااا
بل سينكمش الجلد وتتجعد البشرة وستصبح يد عجوز فاقدة لجمالها واشراقتها
قلت فى نفسى أعوذ بالله ... ما هذا المظهر !!لا أرغب أن تصبح يدى هكذا
تذكرت قول الحبيب صلى الله عليه وسلم
اغتنم خمسا قبل خمس حياتك قبل موتك وصحتك قبل سقمك وفراغك قبل شغلك وشبابك قبل هرمك وغناك قبل فقرك
نعم لابد أن اعرف أننى الآن فى غنيمة ..... وأن مرحلة شبابى ليست للترفيه بل للاختبار
حمدت الله على أننى مازلت فى مرحلة الشباب واسعتذت من مرحلة العجز والشيخوخة
وقلت فى نفسى طالما مازلت فى شبابى فلا داعى للقلق فستبقى بشرتى نضرة ولن تتجعد وستحتفظ بـجمـــ
لا لا هذا ليس صحيح توقفت عن هذا التفكير
ربما يصيب الجسد مرض ما ... فتضعف هاتين اليدين ويتغير لونهما ويصبح أصفر باهت شاحب
كم أنا فى نعم كثيرة شباب وصحة الحمد لله الذى عافانى مما ابتلى به كثير من عباده
وبعد أن حمدت الله .. شعرت أن جسدى كله يرتجف
فلأول مرة حقيقتاً
أشعر بهذا الشعور الذى أبان لى مدى ضعفى وقلة حيلتى .. وأن جسدى وتلك اليدين ليسوا ملكى .. بل ملك خالق كل شئ رب العزة سبحانه
وأنا أكتب الآن
حركت أصابعى وفرحت بأنها بحالة جيدة يكفينى الآن على الأقل .. وعندما مسكت القلم تخيلت أن يدى لا تستطيع الحركة ولا تستطيع الكتابة
يا الله .. كم نحن فى نعم كثيرة
اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك
ماذا لو كانت غير موجودة بالمرة ؟؟ كيف سيكون شكل حياتى ؟؟
الحمد لله رب العالمين
اللهم لك الحمد كما ينبغى لجلال وجهك وعظيم سلطانك
وأخيراً
خاطبت نفسى وقلت لماذا تخيلتى يديك فى أبشع الصور ولم تعطيها حقها فى أن تتخيليها فى أحسن صورة وأفضل حال
نعم هناك الجنة ... ما رأيك لو تخيلتيها وهى فى الجنة
ما رأيك لو تخيلتيها والاساور تلمع بها .. والنور يخرج منها .. والعطر يفوح منها
اللهم إنى أسألك الجنة وأعوذ بك من النار
لا أدرى بماذا أختم كلامي
ولكن فقط هذا ما شعرت به عندما نظرت إلى يدى

الاثنين، ٣ سبتمبر ٢٠٠٧

كــن متميـــزاً

بســـــــــم الله الرحمن الرحيــــــــم

كنت أفكر كيف أصبح مثالية فى وسط مجتمعى .. وأحصل على حب كل من يقابلنى .. ويستأنس بوجودى كل من هم بالقرب منى
كنت أفكر كيف أحصل على التميز بأن أكون دائماً فى المرتبة الأولى فى قلوب الناس
كنت أفكر كيف أجعل روحي طاهرة نقية ليس فيها نقطة سوداء واحدة
فعرفت أننى لكى أصل إلى ما اتمناه أن أكون صاحبة خلق طيب يطهر نفسى من الداخل أولاً فيشعر الناس بنقائى فيحبونى لذلك حباً شديداً حتى أصل إلي المرتبة الأولى فى قلوبهم كما اتمنى
ولكن ما هو نوع هذا الخلق ؟؟ وكيف أعرفه
فنظرت فى كلام قدوتنا وحبيبنا رسولنا الطاهر النقى صلى الله عليه وسلم
القائل : لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه
قلت فى نفسى ما أروع هذا الكلام ، إنه هو ما أبحث ، إنه يحمل العديد والعديد من المعانى أنه بالتأكيد المطهر الذى سيطهر قلبى تماماً وسيجعله أبيض نقى
وللحظة نظرت فى أول الحديث فعرفت أن نفي هذه الصفة ليس من الإيمان وبالتأكيد الذى لا يحب لأخيه ما يحب لنفسه سينقص إيمانه .. ومن المعروف أن الإيمان يزيد بالطاعات وينقص بالمعاصي
ولكن ما علاقة الإيمان بحب الأخ

ردت على سؤالى هذا آية من كتاب الله

إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ

وصفت الآية المؤمنون بالأخوة .. والحديث السابق يرشدنا كى نحب لإخواننا ما نحبه لأنفسنا

فعرفت أننى حين أتحلى بهذه الصفة سوف أتخلص من أى حقد أو حسد أو بغض أو ظلم أو أذى لأى إنسان مسلم
وعندها سأتمنى أن تكون الناس جميعها سعداء فأفرح وأسر عند سماع أى خبر سار لأخوانى وبذلك لن أحسدهم ولن تنقص حسناتى
بل من الممكن أن أؤثر غيرى على ما أحبه فأفضله عن نفسى وبذلك سأتخلص من الأنانية وحب الذات والطمع والبخل
وإذا عرف الناس أننى كذلك فمن المؤكد أننى سأحصل على ما أريد وسأدخل قلوبهم جميعاً فيدعون لي لا علي
فما رأيكم فى أن نطهر أنفسنا جميعاً .. ونحصل على التميز


الأحد، ٢ سبتمبر ٢٠٠٧

ســــــــر الأختفـــــــاء

بســـــــــم الله الرحمن الرحيــــــــم
جميعاً يعلم أن فى خلال الثلاثين سنة الماضية (ربما أقل أو أكثر) حدث تطور كبير فى ظروف المعيشة والحياة اليومية وأصبحت المعيشة مختلفة تماماً عما قبلها ظهرت أشياء غيرت شكل الحياة أو ربما كانت موجودة ولكن ليس منتشره بالصوره الحالية مثل الكمبيوتر والانترنت - المحمول - الأقمار الصناعية - التكييف - مختلف الأجهزة المنزلية - السيارات المؤسسات التعلمية والترفهية .... إلخ
وأصبحت الحياة أكثر سرعة وسهولة
ولكن فى المقابل أختفت أشياء كثيرة ... وللأسف هذه الأشياء أغلى وأقيم وأثمن بكثير مما جَــد
هذه الأشياء لم آراها .. فقط أسمع عنها ومن كثرة ما سمعته جعلت

اندهش .. واتعجب .. واتسائل

وأخيراً توصلت إلى الإجابة وهى سبب أختفاء هذه الأشياء الثمينة ألا وهى

نــزع البــركة

نعم كل شئ حولنا نزعت منه البركة .. إذا كان ما أسمعه من أجدادى وأبائى وأمهاتى صحيحاً وحقيقة لا خيال إذن فلم يعد هناك وجود للبركة

أسمع عندما نأكل الدجاج - هو أنتم كالتوا فراخ ؟؟!! دى الفراخ على أيامنا كذا وكذا
أسمع عندما نأكل السمك - هو أنتم شفتم السمك اللى بتاكلوه عينات ؟؟!! دا السمك كان على أيامنا كذا وكذا
أسمع عندما نأكل الفاكهة - هى دى فاكهة اللى بتاكلوها دى بلاستيك دى الفاكهة على أيامنا كانت كذا وكذا
وما أدراكم ما كذا وكذا
ليس الطعام فحسب بل سمعت أشياء أخرى

أسمع أن أغلب البيوت كان يعيش بها أكثر من 12 فرد وكانوا يعيشون فى منازل صغيرة ولا يشكون من ضيق أو ضنك فى العيش .. /انظرو إلى حال البيوت التى يسكنها 4 أفراد الآن
أسمع أن الأبناء كانت تخشى الأباء وتهابهم وتوقرهم ... ولا يدخل الأب البيت إلا وقبل يده ورأسه جميع الأبناء .. /أين هذا الآن
أسمع أن المرأة الحامل كانت تلد وبعد ولادتها تقوم لاستكمال غسيل الملابس ... لحظة كان الغسيل يدوى .. /قارنوا بينها وبين شبيهتها الآن
أسمع أن الحياة الزوجية كانت تدوم طويلاً بين الزوجين حتى ترى الزوج الكهل وبجواره زوجته العجوز لا يفرقهما إلا الموت ولم يعرف الطلاق إلا نادراً ... /ما هى نسبة عدد المطلقات الآن وكم قضية طلاق تعرض يومياً فى المحاكم
أسمع أنه لم يكن يعرف اسماء هذه الأمراض المنتشرة -عفانا الله وإياكم- نعم كان الطب متأخر علمياً لكن لم يكن هناك أمراض كما هو الآن ../الآن الطفل يولد وعنده السكر والقلب
وأسمع الكثير والكثير لو كتبت كل ما أسمع للزمنى أن أألف العديد من المجلدات .. لم أكتب هذا لكى نتحسر على حالنا ولكن لنعرف

أين ذهبت البركة

أين ذهبت البركة فى الزروع أين ذهبت البركة فى الثروة السمكية والحيوانية أين ذهبت البركة فى الأهل فى الحياة الزوجية فى الأبناء فى الصحة فى الأموال

قد يقول قائل حسبنا الله ونعم الوكيل فى الحكام هم من أفسدوا الطعام فانتشرت الامراض هم من فعلوا بنا كذا وكذا .../ ولكن ليست هذه هى الإجابة الصحيحة

البركة نعمة من عند الله تبارك وتعالى .. وهو القادر على وضعها ونزعها

قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ

ولا بُد أن هناك أسباب توجب نزول البركة وأسباب توجب نزعها
قال تعالى
وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ وَلَكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ
اتضحت الآن الصوره

فبالإيمان والتقوى تؤتى البركات .. وبنفيهما تنزع البركات

اشترطت الآية هنا إيمان وتقوى الأهل بمعنى الجميع .. أهل القرية بمعنى سكانها بمعنى الشعب وليس حكامها وحدهم فحسب .. فلم يكن حكامهم بأفضل حال من حكامنا وبالرغم من ذلك تواجدت البركة
دعونا نتسائل هل كان فى السابق إيمان وتقوى لهذا السبب كانت توجد البركة ؟؟
نعم كان هناك إيمان وتقوى لم تعد موجودة الآن
وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ
لم يكن هناك فضائيات وعرى .. لم يكن هناك سفور وتبرج فاحش .. لم يكن هناك إختلاط
كان هناك أخلاق .. وترابط .. ومحبة .. وكرم .. وحياء .. وإخلاص .. وخوف من الله


فقط أردت أن نتعرف سوياً على سر الاختفاء .. لعلنا نستطيع أن نكون سبباً فى ظهورها مرة أخرى