بســـــــــــــم الله الرحمن الرحيــــــــــــم
انتابني في الفترة الأخيرة حالة من الحزن والخوف والقلق
حالة عجيبة ربما لم أمر بها من قبل في حياتي
والأسباب كثيرة ومتعددة
منها ما هو مشاكل وهموم شخصية فى حدود أسرتى
ومنها ما هو أكبر وأعظم وهو الإساءة إلينا نحن المسلمين في حبيبنا رسول الله صلي الله عليه وسلم
ومنها ما يشمل الحالة العامة ألا وهي الغلاء الفاحش الذى أثر بالسلب نفسيا أكثر منه ماديا
ومنا ما يحدث لأهل غزة من قتل وتجويع وحرق
ومنها ما أراه فى الشوارع وفي كل مكان من فتيات كاسيات عاريات مائلات مميلات الفتيات أصبح شعارهم لا للحياء
ومن شباب تافه وليس ذلك أنه ليس لديهم هدف أو طموح بل لديهم ولكن للأسف طموحهم فى أن ينتصر النادى الفلاني وأن يشترى الموبيل الفلاني وأن يصل إلي قلب الفتاة الفلانية
حقاً شعرت بألم شديد جداً في صدري كاد أن يوصلني لحالة اكتئاب
وكنت أفكر ما ذا أفعل إلي من ألجأ ؟؟
سأموت كمداً إذا بقيت على هذه الحالة
حتى الكتابة عجزت عنها لا أعرف لمن أوجه كلامي
لنفسي أم لأمة المسلمين أم للشباب خاصة أم للحكام والقادة
و عن ماذا أكتب عن الظلم أم عن الصبر أم عن أسباب ما نحن فيه من مصائب
كل هذا أرى الجميع بلا استثناء يتحدث فيه ولا فائدة ولا علاج
تجمعت علي الهموم والأحزان فصرت فى عالم من التوهان
أعلم أننى لست بمفردي من يشعر بذلك بل ربما أكون أقل الناس تأثراً بما يحدث
ولكن لماذ لا نتحد جميعاً ونشارك بعضنا بعضاً ونعلنها ثورة
ثورة غضب وثورة حب وثورة نصرة وثورة توبة وثورة ثبات وثورة أمل
غضب على المنافقين والجاحدين والكافرين
وحب لهذا الدين
ونصرة للدفاع عن الإسلام والمسلمين
وتوبة لله رب العالمين
وثبات على الحق إلي يوم الدين
وأمل في رفع الظلم الواقع علي المستضعفين
ثورة تتفجر داخل قلوبنا تقع أول ما تقع علي أنفسنا
نسيطر عليها ونقودها وربما نستطيع أن نتعاون معها على الخير
فنجعلها تتوب مما هي فيه ونوجهها إلي الإكثار من طاعة الله وعدم معصيته في السر والعلانية فكفاها خمولاً وكسلاً
ثم بعد ذلك نوسع هذه الثورة فتخرج من صدرنا إلي بيتنا وأهل بيتنا
فلا ندخل فيه أي نوع من أنواع المعاصي ( كالأغاني - التماثيل - ملابس غير محتشمة - سجاير - ... إلخ )
ونجمله ونزينه بطاعة الله بحيث كل شبر فيه يكون للدين فيه أثر
( نظافة - تلاوة قرآن - اذكار دخول وخرج من المنزل - بر بالوالدين - حب واحترام - ذكر وصلاة ... إلخ )
وإذا نجحنا في ثورتنا هذه فلا نقف بل نستمر حتى نوصلها لكل معارفنا من أصدقاء وزملاء وأقارب فنعرفهم إلي ما وصلنا إليه وبما نفعله ونشجعهم على الانضمام للثورة
حينها سنجد أن ثورتنا التى بدأت من داخل قلوبنا بدأت تكبر وظهر أثرها علينا وعلي اسرتنا وزملاءنا والمجتمع كله وإذا سار المجتمع كله كذلك فبالطبعي النصر سيكون حليفنا
قال تعالي
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ}
فالنصر ورفع الظلم يتوقف على المسارعة في نصر الله وعلي المسارعة في الانضمام لهذه الثورة
ربما تستغرق هذه الثورة يوم أو نصف يوم فيكون النصر في اليوم الذي يليه وربما تستغرق شهور وسنوات طويلة ..... !!!