الأحد، ٢ سبتمبر ٢٠٠٧

ســــــــر الأختفـــــــاء

بســـــــــم الله الرحمن الرحيــــــــم
جميعاً يعلم أن فى خلال الثلاثين سنة الماضية (ربما أقل أو أكثر) حدث تطور كبير فى ظروف المعيشة والحياة اليومية وأصبحت المعيشة مختلفة تماماً عما قبلها ظهرت أشياء غيرت شكل الحياة أو ربما كانت موجودة ولكن ليس منتشره بالصوره الحالية مثل الكمبيوتر والانترنت - المحمول - الأقمار الصناعية - التكييف - مختلف الأجهزة المنزلية - السيارات المؤسسات التعلمية والترفهية .... إلخ
وأصبحت الحياة أكثر سرعة وسهولة
ولكن فى المقابل أختفت أشياء كثيرة ... وللأسف هذه الأشياء أغلى وأقيم وأثمن بكثير مما جَــد
هذه الأشياء لم آراها .. فقط أسمع عنها ومن كثرة ما سمعته جعلت

اندهش .. واتعجب .. واتسائل

وأخيراً توصلت إلى الإجابة وهى سبب أختفاء هذه الأشياء الثمينة ألا وهى

نــزع البــركة

نعم كل شئ حولنا نزعت منه البركة .. إذا كان ما أسمعه من أجدادى وأبائى وأمهاتى صحيحاً وحقيقة لا خيال إذن فلم يعد هناك وجود للبركة

أسمع عندما نأكل الدجاج - هو أنتم كالتوا فراخ ؟؟!! دى الفراخ على أيامنا كذا وكذا
أسمع عندما نأكل السمك - هو أنتم شفتم السمك اللى بتاكلوه عينات ؟؟!! دا السمك كان على أيامنا كذا وكذا
أسمع عندما نأكل الفاكهة - هى دى فاكهة اللى بتاكلوها دى بلاستيك دى الفاكهة على أيامنا كانت كذا وكذا
وما أدراكم ما كذا وكذا
ليس الطعام فحسب بل سمعت أشياء أخرى

أسمع أن أغلب البيوت كان يعيش بها أكثر من 12 فرد وكانوا يعيشون فى منازل صغيرة ولا يشكون من ضيق أو ضنك فى العيش .. /انظرو إلى حال البيوت التى يسكنها 4 أفراد الآن
أسمع أن الأبناء كانت تخشى الأباء وتهابهم وتوقرهم ... ولا يدخل الأب البيت إلا وقبل يده ورأسه جميع الأبناء .. /أين هذا الآن
أسمع أن المرأة الحامل كانت تلد وبعد ولادتها تقوم لاستكمال غسيل الملابس ... لحظة كان الغسيل يدوى .. /قارنوا بينها وبين شبيهتها الآن
أسمع أن الحياة الزوجية كانت تدوم طويلاً بين الزوجين حتى ترى الزوج الكهل وبجواره زوجته العجوز لا يفرقهما إلا الموت ولم يعرف الطلاق إلا نادراً ... /ما هى نسبة عدد المطلقات الآن وكم قضية طلاق تعرض يومياً فى المحاكم
أسمع أنه لم يكن يعرف اسماء هذه الأمراض المنتشرة -عفانا الله وإياكم- نعم كان الطب متأخر علمياً لكن لم يكن هناك أمراض كما هو الآن ../الآن الطفل يولد وعنده السكر والقلب
وأسمع الكثير والكثير لو كتبت كل ما أسمع للزمنى أن أألف العديد من المجلدات .. لم أكتب هذا لكى نتحسر على حالنا ولكن لنعرف

أين ذهبت البركة

أين ذهبت البركة فى الزروع أين ذهبت البركة فى الثروة السمكية والحيوانية أين ذهبت البركة فى الأهل فى الحياة الزوجية فى الأبناء فى الصحة فى الأموال

قد يقول قائل حسبنا الله ونعم الوكيل فى الحكام هم من أفسدوا الطعام فانتشرت الامراض هم من فعلوا بنا كذا وكذا .../ ولكن ليست هذه هى الإجابة الصحيحة

البركة نعمة من عند الله تبارك وتعالى .. وهو القادر على وضعها ونزعها

قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ

ولا بُد أن هناك أسباب توجب نزول البركة وأسباب توجب نزعها
قال تعالى
وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ وَلَكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ
اتضحت الآن الصوره

فبالإيمان والتقوى تؤتى البركات .. وبنفيهما تنزع البركات

اشترطت الآية هنا إيمان وتقوى الأهل بمعنى الجميع .. أهل القرية بمعنى سكانها بمعنى الشعب وليس حكامها وحدهم فحسب .. فلم يكن حكامهم بأفضل حال من حكامنا وبالرغم من ذلك تواجدت البركة
دعونا نتسائل هل كان فى السابق إيمان وتقوى لهذا السبب كانت توجد البركة ؟؟
نعم كان هناك إيمان وتقوى لم تعد موجودة الآن
وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ
لم يكن هناك فضائيات وعرى .. لم يكن هناك سفور وتبرج فاحش .. لم يكن هناك إختلاط
كان هناك أخلاق .. وترابط .. ومحبة .. وكرم .. وحياء .. وإخلاص .. وخوف من الله


فقط أردت أن نتعرف سوياً على سر الاختفاء .. لعلنا نستطيع أن نكون سبباً فى ظهورها مرة أخرى





هناك ٦ تعليقات:

غير معرف يقول...

نعم كان هناك إيمان وتقوى لم تعد موجودة الآن

وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ

لم يكن هناك فضائيات وعرى .. لم يكن هناك سفور وتبرج فاحش .. لم يكن هناك إختلاط
كان هناك أخلاق .. وترابط .. ومحبة .. وكرم .. وحياء .. وإخلاص .. وخوف من الله

****************
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أوضحت .. وكفيت .. وصدقت
هذا هو الداء .. وذاك هو الدواء
هل من قلوب تعى؟؟؟
هل من عيون تبصر؟؟؟
حسبنا ونعم الوكيل

جزاك الله أختى خير الجزاء

عصفور المدينة يقول...

بارك الله فيك
لقد شاهدت وشاهد أخي الجرايحي شيئا من ذلك الزمن
وأضيف أن البركة كما أشرت إلى الإيمان والتقوى
فإنها تنزع أكثر من بعض الناس
وتكون موجودة لبعض الناس ممن حققوا الإيمان والتقوى

ومع ذلك يصيبهم ما أصاب المجتمع من قلة البركة العامة

محمد عبد الرحمن يقول...

فعلا نحس أن الوقت نفسه لم يعد فيه بركة والأيام تمر سراعا لا يمكننا فعل كل ما نريده
لكن إحساسى يقول أنه ومع صحوة الناس وعودتهم لنهج الإسلام الصافى وبعدهم عن مصايد الشياطين من الجن والإنس فإن الأمل موجود بعودة المزيد من البركة إلى كل أوجه المعيشة

الطائر الحزين يقول...

كنا عائلتين نعيش فى نفس البيت المكون من ثلاث غرف صغيرين
عمى و زوجتة وابناءة الخمس
وابى وامى و ثلاث اخوة
وجدتى

يعنى المجموع كام 12
كنا نأكل على طبلية واحدة
وكان يأتى ضيوف من البلد بالعشرات و كنوا بيناموا والله
ازاى لا تسألى

الآن نفس البيت موجود به ابن عمى و زوجتة واثنان من الأبناء ويضج بهم ولا يتحمل المزيد

اللهم ارحمنا فأنت بنا راحم

مبروك على المدونة

جزاك الله خيرا

المهـ إلي الله ـاجر يقول...

السلام عليكم

بارك الله فيك زوجتي الغالية

وأضيف لردود الإخوة الأحباء أنه في زمن عطل فيه الامر بالمعروف والنهي عن المنكر مع ظهور الفساد في البر والبحر بما كسبت ايدي الناس . فكان لابد أن يزيق الله أهل هذا الزمان مؤمنهم وفاسقهم كل هذا


جزاك الله خيرا وبارك فيك

أمـ الله ـة يقول...

أ/ محمد الجرايحى

جزاك الله خيراً على تعليقك الطيب
أسأل الله أن يرزقنا تقواه فى السر والعلانية

أ/ عصفور المدينة
نعم فقلة البركة أصابتنا جميعاً بالفعل
أسأل الله أن يبارك لك فى كل ما هو لك


أ/ طال الليل

الأمل موجود إلى قيام الساعة إن شاء الله وجزاك الله خيراً على هذه النظرة التفائلية


أ/ الطائر الحزين
جزاك الله خيراً على تشريفك للمدونة

ولن أسألك كيف يحدث ما ذكرته لأننى كما ذكرت فى التدوينة سمعت أشياء أكثر من ذلك تدعوا للذهول

وكأنها قصص خيالية


أستاذى/ المهـ إلي الله ـاجر
هذه الآية الكريمة ملخص رائع للتدوينة

ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ

جزاك الله خيراً على الإشارة إليها