الجمعة، ٢٢ فبراير ٢٠٠٨

جاءني الشيطان فسألني

بســـــــــم الله الرحمن الرحيــــــــم


ذات ليلة عندما خلدت إلي النوم لم أكن قد استغرقت فيه بعد كنت ، وكنت فى مرحلة بين النوم واليقظان فرأيت وكأننى فى غرفة ثم دخل علي شيطان ولكني وجدتني لم أخف منه ولا من شكله ولكن كان خوفى لماذا جاء وما الذى سيأتى به

كانت مشاعرى كلها تحدى ومواجهة

بادرنى الشيطان بالكلام فقال أريد ان أسألك سؤال

هل الله تعالى يحمل صفة الشر ؟

أنا شيطان شرير لا أحب الخير والله تعالى هو من خلقنى

ولا بد أن يكون الله تعالى يحمل نفس هذه الصفة وإن لم يكن يحملها فإذاً هو ناقص وليس كامل لكل الصفات إذ أنا مخلوق من خلقه أزيد منه بصفة لم يمتلكها ولم تكن له

اختنقت عبارتى وارتعشت امامه ولم استطع الرد عليه بغير بضعة كلمات مثل أنت شيطان ماكر تعلم أنك فى نار و تريد لى الكفر اذهب اذهب وظلت ارددها

إلي أن استيقظت وأنا أفكر كثيراً فى سؤال هذا اللعين والذي أعلم جيداً من داخلى أن لهذا السؤال إجابة ولكني جاهلة بها لا أعرفها

فذهبت إلى أبى وقصصت له ما حدث لى

فإذ به يضحك كثيراً ويقول لى لقد رأكِ الخبيث مقبلة على الطاعات و تتقربين إلى الله فأحب أن يزعزع إيمانك بشئ يعلم أنك جاهلة بحقيقته

وبدأ يعلمنى شئ جديد علي ألا وهو توحيد الأسماء والصفات

وقال لي أن الله سبحانه وتعالى متنزه عن كل نقص والشر هذا صفة نقص إذا فهو متنزه عنها

ولكن الله رغم أنه منزه عن الشر باعتباره صفة نقص إلا أنه يخلق الشر ليبتلى المؤمنين والصابرين فخلق الكفار وخلق المنافقين وخلق الشيطان وكل هؤلاء أعداء للمؤمنين

ويترتب على هذا الخلق خير لأولياء الله المؤمنين إذ يكون سبب فى جهادهم ومجاهدتهم واتخاذ بعضهم أولياء وشهداء فترفع بذلك درجاتهم فى الجنة

ومن هنا يكون خلق الشر ليس شر محضاً إنما هو فى حد ذاته خير لأولياء الله تعالى

بل أنه قد اقتضت حكمة الله أن يكون خلق الخبيث أكثر من خلق الطيب وهذه من الأمور التى مرجع الحكمة فيها إلى الله وحده

هذا الموقف حدث معي منذ سنوات وآثرت ان أكتبه فى تدوينة لأننى أستفد منه شخصياً بدرس كبير

الا وهو أن الله تبارك وتعالى محال أن يتصف بأى صفة نقص

مثل البخل كما قال اليهود

وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُواْ بِمَا قَالُواْ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَاء وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا

ومثل الظلم

فَمَا كَانَ اللّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِن كَانُواْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ

بل هو الله الرحمن الرحيم الحكيم الخبير العليم الغفور الملك القدوس

له الأسماء الحسنى والصفات العلى

فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَمِنَ الْأَنْعَامِ أَزْوَاجًا يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ

سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ

وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمد رسول الله

رضيت بالله رباً وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولا


ليست هناك تعليقات: